الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة على نهج العوامريّة والعيساويّة: "الزيارة" تأسر جمهور مهرجان الياسمين برادس

نشر في  04 أوت 2017  (18:39)

في إطار إختتام فعاليّات مهرجان الياسمين برادس الذي بلغ دورتهُ الـ24 هذه الصائفة، غصّت مدارج مسرح الهواء الطّلق بوسط المدينة بأعداد قياسيّة من الجماهير التائقة للفوز بمقعد حتّى تتمكّن من مواكبة رجال "الزيارة"، العرض الفنّي الصوفي لصاحبهِ الموسيقار الشاب سامي اللّجمي.

العرض الصوفي الذي إنطلق في حدود الساعة العاشرة والنصف مساءً وسط حضور والي بن عروس ولفيفٌ من مسؤولي الدولة يتقدّمهم نوّاب الشعب عن حزبي النهضة والنداء، لم يخلُ كما دأبَ من مقوّماتهِ المرتكزة أساسًا على المزج بين الأناشيد الصوفية المستوحاة من المخزون التراثي الأصيل والموسيقى العصريّة المستحدثة التي أخرجت العرض في حلّة بهيّة تسرّ الناظرين وتأسر المتابعين.

سامي اللّجمي عرف كيف يُطوّع الموسيقى التراثيّة ويسحبها معهُ أينما أراد محاولًا الإبتعاد عن الرتابة والتكرار أو إعادة ما تمّ عرضهُ خلال السنوات الأخيرة على خشبة المسارح فمنها ما وقع إستنساخهُ بطريقة لا تعتمد على التجديد ومنها ما سقط في فخّ التشويه الفنّي لعرض "الحضرة" غير المعدّلة والتي نجحت أيّما نجاح مع الفنان الفاضل الجزيري أوائل التسعينات.

وقد حافظ عرض الزيارة على بنائه الأصلي الذي يقوم على أداء جماعي للمدائح النبوية والأذكار والإعتداد بمآثر الصالحين على نهج العوامريّة والعيساويّة، مستندًا على 100 فنّان وعارِض أدّوا مهمّتهم الثقيلة والمنوطة برقابهم على أكمل وجه، فارضين على قرابة 2100 شخص من المُشاهدين التسمُّر في أمكنتهم لقرابة الساعتين أو أكثر من الزمن.

وفي ما يخصّ الآراء والإنطباعات البَعديّة، فقد أجمع الحاضرون على نجاح عرض الزيارة وتحقيقه المنازل الأولى في قلوب عشّاق الفنون التي تحاكي التراث الديني الصوفي المتجذّر، آملين أن يتواصل بنفس الروح والمعاني على ٱمتداد قادم السنوات، كما يجدُر بالذكر أنّ عرض ليلة الأمس برادس شهدَ غيابًا بارزا للمغنّي منير الطرودي الذي يشارك في إحدى الفقرات بأغنية "راكب على الحمراء" وقد عهدهُ متابعو الزيارة بحضوره الركحي الأنيق وأدائهِ الفنّي السّاحر.

ماهر العوني